"إني لا أحبه, أبي يرغمني على الزواج منه لأنه غني, أبي يطمع بنقوده, لن أقبل الزواج منه, ولن اكرر جملتي"...
هذه الجملة التي سمعتها من فتاة لم يتعدى عمرها العشرون, وأنا أسير على الشارع هذه الجملة التي صدمتني... بأن أب علم ابنته وتعب عليها يتخلى عنها بهذه السهولة ويبيعها من أجل النقود... لا يهم إذا كان وضعه سيء ويحتاج للنقود, وكان يتخلى عن ابنته الوحيدة التي ما زالت تحتاج إلى الحنان وبالأخص من والديها...!
مضى على تلك الحادثة أشهر.. وأرى نفسي أسير على الشارع في نفس المكان وأنظر حولي وأرى جو مليء بالأحزان والقسى, أذهب لأسأل الفتى ماذا حصل؟ فتجيب الفتاة وأنا أرى دموعها على خديها فأمسحهم بيدي وتقول:- "أبي توفي"والمصيبة أنه قبل أن يموت بيومين ختم على عقد أن أتزوج من الرجل الغني أنه يستطيع أن يفعل بي ما يريد حتى قتلي... وأكثر من ذلك قال لي الرجل أنه غداً سيكون عرسنا وأنا لا أستطيع ان أرفض له طلب لأنه سوف يؤذيني... وأنا أخاف منه.. عدت أنا إلى بيتي وأفكر "كيف تستطيع هذه الفتاة التعايش مع رجل قسي وتخاف منه.. وإذا أخطأت بشيء فسيؤذيها.
ها قد أشرقت الشمس وبدأ اليوم وستتزوج الفتاة.. ذهبت إلى العرس وكما اعرف أن كل فتاة تحلم بأن تلبس بعرسها الفستان الذي تحبه وتحلم به طول عمرها وتنتظر تلك اللحظة, ولكن دخلت الفتاة ولم تكن تلبس فستان, الجميع تفاجئ سمعت احد الأشخاص يقول وهو يضحك:- البارحة أباها مات واليوم هي تتزوج ماذا حدث في العالم؟, رأيت دمعة العروس تنزل بسبب الرجل وبعد لم يتزوجوا, فكيف عندما سيتزوجان, فكيف أنا اعرف "العروس عندما تبكي فتكون دموعها دموع فرح, وليس دموع حزن , الم وأوجاع..", ولا تبكي دموع حزن وألم بسبب زوجها "العريس"... يجب أن أساعد الفتاة فهي لا تستطيع ان تتفوه بكلمة أو أن تجادل العريس بكلمة فهي تخاف منه, ولكن علي الانتظار إذا أريد بجد مساعدة الفتاة... أذهب إلى الفتاة وأقول لها إذا أذاكي زوجك فتستطيعين إخباري وأنا سأساعدك, فتقول الفتاة: حسناً!.
يعبر الوقت على زواج الفتاة من العريس شهران, أذهب أنا لرؤية العروس "الفتاة" فتقول لي: أنها تضع النقود في الليل داخل الخزانة تستيقظ بالصباح فلا تعثر عليهم, وفي احد الأيام سألت زوجها إذا هو الذي أخذ جميع النقود؟ فكان رده على السؤال وهي تبكي تقول لي لقد صفعني وقال لي هل تصفيني بالسارق!, وتكمل وتقول لكن أنا اعرف انه هو الذي يسرق جميع النقود ورأيته بأم عيني..
فأسألها: ولكن ماذا يفعل بالنقود التي يسرقها؟
- ترد: بضع النقود يراهن عليها مع رفاقه والقسم الثاني يشتري بها "شيء ابيض"...
- يقول: ماذا قلتي "شيء ابيض........"؟؟؟
- تقول: نعم.
- يقول: إنها مخدرات, يا سيدة زوجك يتعاطى المخدرات عليك ان تقنعيه بأن يكف عنها ويتخلص من كل هذه المخدرات أو نسلمه للشرطة....
- تقول: لا, من فضلك لا تخبر الشرطة أن زوجي يتعاطى المخدرات من فضلك...
- يقول: أنا لن اخبر الشرطة, ولكن إذا بقي على حالته فستحوجينني أن اخبر الشرطة بكل شيء.
- تقول: أنا سأحاول أن اقنع زوجي بالتخلص من كل هذا... ولكن أخاف أن يهددني بالقتل إذا أقول أي شيء, حسناً ولان علي الذهاب والإسراع بإقناع زوجي.
تعود الفتاة إلى بيتها وتدخل تنظر حولها ترى زوجها مستلقي...
- فتقول له: هل استطيع أن أكلمك بموضوع ولكن أرجوك لا تغضب ولا تقتلني أو تؤذيني...
- الزوج: لماذا أؤذيك فأنا تزوجتك لأني احبك ولم أتزوجك لكي أؤذيك أو أقتلك...
- الزوجة: لماذا تتعاطى المخدرات؟, فالمخدرات مضر للصحة وممكن أن تموت بسببه.
- الزوج: يا زوجتي أنت عندما تزوجنا لم تحدثيني لتعرفي قصص وأحداث عائلتي لذلك تعتقدين أن زوجك ممكن أن يتعاطى المخدرات؟, يا زوجتي الحبيبة أنا أخفي المخدرات عندنا في البيت خوفاً على صحة أبي, فهو لا يستطيع الابتعاد عنها لذلك أنا أخفيها.
- الزوجة: لم اعتقدك يا زوجي هكذا, فدوماً كنت اعتقدك انك قاسي انك تؤلم عند ضربك وتؤذي, ولكن أنا في النهاية الخاطئة, أنا التي لم افتح لك قلبي واستقبلك برحابة صدر فانا آسفة يا زوجي العزيز.... ولان أريد أن أسألك سؤال: لماذا كنت تأخذ النقود التي أضعها أنا في الخزانة.
- الزوج: قبل مدة وصفتني بالسارق, لأنك رأيتني اخذ النقود التي تضعيها أنت في الخزانة فأنا كنت أضعهم بمكان آمن للمستقبل ولوقت الحاجة, وإذا لا تصدقيني تستطيعين اخذ المفتاح والذهاب إلى الصندوق وعد النقود!
- الزوجة: فأنا أصدقك يا زوجي العزيز, فكما أرى أني كنت اشك فيك بالكثير من المرات.
- الزوج: حتى لم اسمع منك آو لم تتفوهي بكلمة التي كل شص يحب سماعها...
- الزوجة: أنا احــبــك يا زوجي العزيز وأعتذر إذا جرحتك أحد الأيام.. وقالت هذه الكلمات ودموعها على خدها.
- الزوج: يا زوجتي العزيزة فأنا أيضا احـبك واعتذر إذا أذيتك مرة, ولان أريد أن أسألك سؤال: هذه الدموع التي على خدك, هل هي دموع فرح أم دموع تفاجئ أم دموع حزن أي منهم؟
- الزوجة: ولا أي واحدة من هؤلاء!
- الزوج: إذاً... ما هذه الدموع؟
- الزوجة: إنها دموع الحب......!